قال عمر بن الخطاب

من عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن

قال حكيم من الحكماء

أربعة توصل إلى أربعة: الصبر إلى المحبوب، والجد إلى المطلوب، والزهد إلى التقى، والقناعة إلى الغنى

قال زيد بن علي

ولا تستعينوا بنعم الله على معاصيه

قال أحد الأدباء

مهما يكن احتفالنا بيوم الفراق، واغتباطنا ساعته؛ فإن الفراق لا بد أن يترك فيما بعد كما هائلا من الوحشة

قال حكيم

كن بعيد الهمم إذا طلبت، كريم الظفر إذا غلبت، جميل العفو إذا قدرت، كثير الشكر إذا ظهرت

فلنصارحك يا أخي

خاسر خاسر من فضله الله تعالى بحد الذكاء، وبحسن الفهم، وباستعداد نادر ﻷن يلم بكل أنواع العلم والفن، وبإمكانية أكيدة ﻷن يلحق بعباقرة الدنيا وعظماء التاريخ؛ غير أنه أبى إلا أن يكون خفيفا وزنه، صغيرا شأنه، كريها منظره.


ها هو ذا أخونا، تراه يواصل النهار بالليل والليل بالنهار منشغلا بتوافه اﻷمور، لا يهمه من الدنيا سوى اصطناع أسباب الافتراق والاختصام بينه وبين أخيه المسلم الذي خالفه في رأيه حتى في أتفه أمر؛ فأنفق أوقاته الثمينة، وجهوده الغالية، في شيء لا طائل من ورائه؛ اللهم إلا ضيق الصدر وفساد القلب وضياع المروءة.


فلتعلم يا أخي أننا قبل كل شيء -والحق يقال- نعترف بمواهبك الفذة، وبقدرتك الفائقة على استيعاب تلك العلوم والفنون.


لكننا لا بد أن نصارحك -ويؤسفني هذا- بأننا نكره صنيعك ذاك التافه السخيف، وأن ردودك تلك القاسية الساخرة على أخيك ما كانت تعجبنا في شيء.. فمخدوع أنت حين تظن أن تعاليك المتجبر على أخيك، الذي شهدته كتاباتك حق الشهادة؛ يجعلك إنسانا فاضلا ذا شأن عندنا. كلا كلا!


إن إيثارنا الصمت الطويل عن صنيعك، وعدم احتفائنا به؛ لخليق بأن يضطرك إلى أن تعود إلى نفسك لتراجعها: لم لا يحتفل الناس بصنيعي هذا؟ وعلام يدل سكوتهم عنه؟ أمخطئ أنا فيه؟ لكن يبدو لنا أنك تأبى إلا أن تصر على ما أنت عليه، بل بدأت تدعو الناس إليه ليلا ونهارا


--


مكة أم القرى، 16 ذو القعدة 1437هـ 

أحمد سترياوان هريادي