في العتاب

لست أدري أمُحِقٌّ أنا فيما سأقوله أم مخطئ، وما أراني إلا متيقنا بأني سأكون ذاتيا إلى حد بعيد، وإليكم معذرتي..

لا أشك في أن صلحاء القوم ما يزالون بينهم، منهم من اختفى ومنهم من تظاهر، ولكلٍّ ما يسوقه إلى حيث هو الساعة، وليس لنا عتاب من اختفى أو من تظاهر، أولسنا أحرارا فيما اخترنا من أسلوب الحياة، وفيما سلكنا من سبيل العيش؟ على أني لم أرد إلا أقدر هؤلاء الصلحاء مهما كانوا، وحيثما كانوا، حق التقدير.. وإني سائل ربي أن يكثر عددهم ومقتديهم ومعجبيهم.

لكن ما ظنك بسواد أعظم من القوم، يخالفون ما عليه صلحاء القوم جملة وتفصيلا، هؤلاء هم الذين احتلوا معظم مجالات الحياة.. أجل، هم الذين وجدتَهم قاعدين في مكاتب الحكومة، وواقفين في المحطات، وصائحين في الأسواق، ودارسين في المدارس والجامعات، وسائقين أو راكبين السيارات الخاصة والعامة، ومتحدثين على الشاشات التلفازية، وخطباء على منابر المساجد.

أجل، هم الذين وجدتهم نائلين منك وساخرين، وعابثين بك وغدّارين؛ وهم الذين وجدت وجوههم عابسة، وألسنتهم مؤذية؛ وهم الذين وجدتهم لا يجهلون كل شيء إلا أنفسهم، ولا يعجزون عن فعل كل شيء إلا إصلاح أنفسهم.

مدينة البعوث الإسلامية، 25 يناير 2015م
أحمد سترياوان هريادي 

0 comments:

إرسال تعليق