قال عمر بن الخطاب

من عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن

قال حكيم من الحكماء

أربعة توصل إلى أربعة: الصبر إلى المحبوب، والجد إلى المطلوب، والزهد إلى التقى، والقناعة إلى الغنى

قال زيد بن علي

ولا تستعينوا بنعم الله على معاصيه

قال أحد الأدباء

مهما يكن احتفالنا بيوم الفراق، واغتباطنا ساعته؛ فإن الفراق لا بد أن يترك فيما بعد كما هائلا من الوحشة

قال حكيم

كن بعيد الهمم إذا طلبت، كريم الظفر إذا غلبت، جميل العفو إذا قدرت، كثير الشكر إذا ظهرت

لم هذه المفارقة؟

بقلم: أحمد سترياوان هريادي

أنا كمسلم، لم يكن يؤلمني فينقبض صدري انقباضا، ولم يكن يوجعني فيحيط بي الأحزان إحاطة، كما يؤلمني بالغ كلفنا بالمفارقة في أتفه الأمور شأنا وأخفها وزنا، وكما يوجعني ما يتلو تلك المفارقة الباغية من عنف الاختصام دائما، ثم بشاعة الاقتتال أحيانا. وما أظنك إلا تشعر بما أشعر..

لم هذه المفارقة؟ لم هذه المغالاة في حب المفارقة؟ إني لأتصور وضعنا الراهن السقيم، أننا لو أن ليس لنا سبب المفارقة لاخترعناها اختراعا، حتى يكون بعضنا في واد وآخر في واد، حتى تكون لفئة منا راية ولأخرى راية.

وإني لمعجب أيما إعجاب عندما سعمت قولهم إن العرب اتفقوا على ألا يتفقوا، مع أن النبي العربي قد حاول اصطناع أسباب الوحدة ودواعي التآلف ما وسعه، وجاهد كل المجاهدة في سبيل محو الفروق وإزالة المفارقة.

ومن يتأمل سبب نزول قوله تعالى: «واعتصموا بحبل الله» مثلا، أو مضمون خطبة الوداع؛ لألفى نفسه في مزيج من الحزن والسخط لما أمعن نظره في أوضاع حياتنا الدينية السقيمة المؤلمة، فضلا عن الحياة السياسية والاجتماعية.

وأنا مع بالغ جهلي وقصوري، أعلم علم اليقين أن كل من يوحد الله تعالى ويؤمن برسالة محمد، أصبحت نصرته وموالاته وحمايته -كما قال العلامة الأستاذ محمد الغزالي- دِينًا، أي فرضا على كل مسلم مهما يكن أصله وجنسيته ومذهبه وانتماؤه.

إلا أننا آثرنا أن يكون ذلك القانون السماوي يبقى حبرا على ورق، بدل أن يكون واقعا يحقق، وحياة تعاش. وأحببنا أن يكون أكبر همنا هو كيف أفارق أخي المسلم ما استطعت إلى المفارقة سبيلا، كيف أبرر أني على هدى وبصيرة وأخي المسلم على ضلال وعمى.


الحي العاشر، 11 يوليو 2015م