قال عمر بن الخطاب

من عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن

قال حكيم من الحكماء

أربعة توصل إلى أربعة: الصبر إلى المحبوب، والجد إلى المطلوب، والزهد إلى التقى، والقناعة إلى الغنى

قال زيد بن علي

ولا تستعينوا بنعم الله على معاصيه

قال أحد الأدباء

مهما يكن احتفالنا بيوم الفراق، واغتباطنا ساعته؛ فإن الفراق لا بد أن يترك فيما بعد كما هائلا من الوحشة

قال حكيم

كن بعيد الهمم إذا طلبت، كريم الظفر إذا غلبت، جميل العفو إذا قدرت، كثير الشكر إذا ظهرت

شيخي وأستاذي الدكتور زكي محمد أبو سريع

لقد كان لشيخي الأستاذ الدكتور زكي محمد أبوسريع عظيم الأثر في نفسي وفي عقلي، ولا يزال.. ومع عظمة أثره فإني لم أعرف منه إلا أيسره، وما هذا اليسير إلا ما بدا لي -بل وما باشرته- من متانة إخلاصه، وكرامة خلقه، وغزارة علمه.

ومن شرفه الله تعالى بحلاوة لقيا الشيخ وملازمته، وباقتطاف ثمار العلم والحكمة من ثغره البراق، وبقراءة آثاره القيمة؛ ليعرف حق المعرفة أن الشيخ قد تجمع في نفسه كل شيء يمكنه في أن يكون -في وقت واحد- باحثا أمينا مدقِّقا، وعالما مخلصا مثقَّفا، وأستاذا أثيرا محبَّبا. 

وفعلا، لقد أصبح الشيخ أحب الأساتذة إلى نفوس الطلبة، وكانت محاضراته النفيسة مترقبة كما يُترقَّب العشيقُ، فما من شك إذن إذا كان الشيخ -كما يقول المعري- من الناس من لفظه لؤلؤ، يبادره اللقط إذ يلفظ، ولا يزال..

لقد تولى الشيخ تدريسنا مادة التفسير مذ أن كنا في الفرقة الثانية، وكان ينبغي أن يتغير الأساتذة بتغير العام الدراسي كما هو المعتاد، ولكن الشيخ -مع تغير الأساتذة- ما يزال يدرسنا نفس المادة إلى أن تخرجنا، وهذا بلا شك لنعمة لا تجارى، وفخر لا يباهى.. لقد أطال الله عهدنا بالشيخ الجليل، فله الحمد والثناء.

وأنا فيما بعد عرفت أن زملائي المصريين كانوا يلحون على العميد في أن يتولى الشيخ تدريسنا. هذا، إن دل على شيء، فإنما يدل على شدة حب الطلبة إياه، وبالغ حرصهم على استقاء نفائس العلوم منه.


مدينة البعوث الإسلامية، 25 ديسمبر 2014م
أحمد سترياوان هريادي