قال عمر بن الخطاب

من عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن

قال حكيم من الحكماء

أربعة توصل إلى أربعة: الصبر إلى المحبوب، والجد إلى المطلوب، والزهد إلى التقى، والقناعة إلى الغنى

قال زيد بن علي

ولا تستعينوا بنعم الله على معاصيه

قال أحد الأدباء

مهما يكن احتفالنا بيوم الفراق، واغتباطنا ساعته؛ فإن الفراق لا بد أن يترك فيما بعد كما هائلا من الوحشة

قال حكيم

كن بعيد الهمم إذا طلبت، كريم الظفر إذا غلبت، جميل العفو إذا قدرت، كثير الشكر إذا ظهرت

اعتراف التلميذ المتمرد

من أعظم نعم الله علي -وله الحمد والثناء- أن يسر لي أمرا إذا اشتد عزمي عليه، وألحت رغبتي فيه.. فمثلا عندما عرفت أن الله تعالى استودع في نفسي حبا جما في الفنون الجميلة بكل أنواعها، لجأت إلى مباشرتها فالخوض فيها.. فإذا بالسبيل إليها ينبسط بل يوشك أن يكون محببا إلى نفسي.
وكذلك شأني عندما أردت أن آخذ من العربية حظي الذي لم أكن أقدر على العثور عليها، إلا بعد أن وطأت قدماي بلد الأزهر الشريف.. وفي رحابه العامر التقيت برجل فاضل، قلما تجد من يجاريه في حبه للعربية، وفي حبه لمن يحب العربية.
وليس ذنبي إذا أطلقت عليه أنه أمة وحده، فهو وحده الذي بذل جهودا جبارة -مذ أكثر من أربع سنوات- في تربية نواشئ الأزاهرة الوافدين النابغين، وفي ترقية مستواهم العلمي واللغوي والثقافي.
ومما يستدعي إعجابي -بل إجاب كل ذي عقل- أنه أنفق في سبيل اجتياز هذا الطريق الشاق الممل، كل ما يسعه إنفاقه من نفسه وماله الخاص مهما تكن الظروف.. وذلك في إخلاص كأتم ما يكون الإخلاص، وفي تواضع كأحسن ما يكون التواضع.
لقد صار هذا الرجل الفاضل أكبر مشجع لي في السمو بالعربية، ولم يكتف بأن يكون مشجعا، بل أخذ بزمام أمري ففتح عيني ومهد لي سبل العزة بالعربية.. وحينئذ بدأت أعتقد أنه لو كان لي من فضل في العربية فإليه -بعد المولى سبحانه- يرجع، وإذا كان لي فيها من خلل فبجهلي وإهمالي توجيهاته القيمة.

الحي السابع، ١٤ أكتوبر ٢٠١٤م
تلميذك المتمرد الذي أضمر لك الحب والوفاء
أحمد سترياوان هريادي

المرأة الحمقاء

هناك امرأة قليلة الحظ من الوسامة، ولم يكن لديها شكل ممتع لمّاع تستميل به نحوَها انتباهَ الشباب، إلا أن هذه المرأة -فيما يبدو لي- قد أوتيَتْ حظا من الذكاء، فانتهزت في اللقاءات والندوات فرصة ليطّلع الحاضرون على علمها وسعة اطلاعها فأحبَّت الظهور وأكثرتْ من السؤال، واستعانتْ بملبسها المهيب الدال في بعض الأحايين على استقامة السلوك، وبمقدرتها على صناعة الكتابة، فتبدو فيما بعد أمام جموع من الشباب «امرأة ذكية عالمة واسعة الثقافة ذات خلق رضي»..
وأنا حينئذ بدأت أنظر إليها بنظرة الإعجاب والإجلال، ولا تعنيني قلة وسامتها من شيء، وأنشأت أتيقن أن وصف الناس لها بالذكاء والعلم وسعة الثقافة وسمو الخلق؛ قد رفعها عن كل ما تتعرض له معظم النساء من الدنايا.. فخُيِّلَ إلي أنها ستصبح زوجًا برَّةً كأبرِّ ما تكون الزوج، فلا تفشي سرائر زوجها، ولا تغتابه مهما تكن الظروف، فلِسانُ حالها تجاه زوجها في كل وقت: «السمع والطاعة»..
لكني بعد ذلك تبيّنتُ أن تلك الأوصاف لن تستطيع أن تكون ضمانا لصلاحها وإن صلحتْ فعلا، تبيّنتُ أن المظاهر التي تشير إلى استقامة السلوك ونقاء السرائر؛ ما هي إلا خدعة أيما خدعة..
فإذا هي في حقيقتها لم تفارق قرائنها إلا في مظهرها، وما يستوجب هذا المظهر من تصرفات تبدو -في نظري- مَلْأَى بالتصنع، ذلك إما خوفا من القيل والقال، أو حرصا على حسن السمعة، أو فخرا بما عليها من مفارقة قرائنها..
وإذا هي وقرائنها سواسية في أنهنّ لا يُؤْتَمَنَّ على أمر من الأمور، سواسية في أنهن يغتررن بالمظاهر والأشكال، سواسية في أنهن ينطبعن على الأنانية الباغية، سواسية في أنهن يتّسمن بالكيد والمكر والغرور..
وأيا ما كان الأمر فإن هذه المرأة في حقيقتها حمقاء لأنها ذات وجهين، فهي بين يديَّ غيرُها في غيابي، وكلماتها بين يديّ غيرها في غيابي..   

مدينة البعوث الإسلامية، 18 أغسطس 2014م
أحمد سترياوان هريادي