قال عمر بن الخطاب

من عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن

قال حكيم من الحكماء

أربعة توصل إلى أربعة: الصبر إلى المحبوب، والجد إلى المطلوب، والزهد إلى التقى، والقناعة إلى الغنى

قال زيد بن علي

ولا تستعينوا بنعم الله على معاصيه

قال أحد الأدباء

مهما يكن احتفالنا بيوم الفراق، واغتباطنا ساعته؛ فإن الفراق لا بد أن يترك فيما بعد كما هائلا من الوحشة

قال حكيم

كن بعيد الهمم إذا طلبت، كريم الظفر إذا غلبت، جميل العفو إذا قدرت، كثير الشكر إذا ظهرت

الانقلاب

قد كانت أحب الناس إليه، وكان معجبا بها ولها أيما إعجاب، وكان يجد في ذكرها نعمة لا تعبر، وفي مناقبها فخرا لايباهى، وعند لقياها اضطرابا يوشك أن يكون محببا إلى نفسه فيتمنى تكرارها..
وما يزال في ذاكرته كيف كانت تفوح في نفسه بواعث الجد ومجامع القوة، وكيف كانت تملأ فضاءه بأجمل ما لها من قلب تقي وخلق رضي، فلا الكلام يقدر على التعبير عنه حق التعبير، ولا الفعل يقدر على وصفه أتم الوصف.
لكنه لم يخطر بباله أن عهده الرائع بها لم يتجاوز إلا أياما قلائل، فانقلب حبه كرها، وإعجابه بغضا، ونعمته نقمة، وفخره هجاء، واضطرابه إهمالا. وفعلا.. فإذا به الآن يكرهها أعظم الكره، وإذا ذكره إياها يؤذيه أشد الإيذاء، وإذا لذع الندم من الوقوع في حبها يلم به كل الإلمام.
لم يكن هذا الانقلاب ناشئا من عبث الغرام أو -كما يقول الأستاذ أنيس منصور- حب من طرف واحد.. كلا! بل كان كل ما يتمناه أن ترفض هي حبه كل الرفض، وأن تصرحه بأن محاولاته إهدار لأوقاته ، وأن ترميه في مزبلة الإهمال، بل وألا تدع ثانية تمر بها لتلتفت إليه.
ذلك لأنه في وعي تام أن هذا الحب سوف يؤدي به إلى شقاء لا قبل له، وأن ما يغمره من شعور غريب إن هو إلا وهمٌ يسيطر علي كيانه، وأن بواعث الجد ومجامع القوة التي كانت نابتة من حبها إن هي إلا نوع من التجاوز والمبالغة في تمجيدها وإكبار شأنها، فلو أخذ هو في أول وهلة يحلل حقيقة تلك البواعث، لتبين له أنها إنما ناشئة من نفسه هو.

مدينة البعوث الإسلامية، ٢٢ سبتمبر ٢٠١٤م
أحمد سترياوان هريادي