في كأس المناظرة بالعربية

بقلم: أحمد سترياوان هريادي
كم كان قلبي اليوم بالفرح معمورا، وكم كان شعوري بالسرور مغمورا، وكم كان لساني بشكر الله مبلُولًا.. في هذا المكان الرحيب، رأيت العربية لأول مرة بوجودها تحتفي، ودارسيها فيها يتنافسون.
وفي هذا المكان الفسيح، رأيت همما في بنت عدنان إلى القمة تعلو، وأنوار العلوم فيه تنجلي، وأضواء الثقافة المختلفة فيه تلتقي.. فما أعظم هذه النعمة!
في هذا اليوم العظيم وجدت سبيل التشاؤم في مستقبل العربية تنقطع، حيث رأيت أناسا نجباء يأخذون بيد العربية فيستخرجون منها معجزاتها الخالدة، ورأيت كيف كانت العربية تستخرج منهم عجائبهم الإنسانية إلى حد بعيد.
فها هم أولاء الأعاجم الذين لم تكن لهم أيةُّ صلة بالعربية في مراحل النشوء، فأصبحوا حاليا نجوما زاهرة لما يملكونه من فصاحة وبلاغة وحرص على محافظة لغة التنزيل، فلا غروَ إذا أضحتْ أيامُنا بعد هذا اليوم المبارك بالتفاؤل حافلة.
هذان أخواي «سنوسي» و«ماواردي» الفطانيان يأتياننا بلباقتهما وعمق علمهما، وهاتان أختاي «فاطمة» و«إيئيس» تبهراننا بشدة ذكائهما وسعة ثقافتهما، وذانك أخواي «رمل» و«رحمدي» يسحراننا بفصاحتهما وقوة براهينهما، وهذا أخي «خضري» وهذي أختي «فورنا» يجعلاننا خجلِينَ من روعة اعتمادهما على أنفسهما، وعلو همتهما في العربية، ذلك لأننا من اعتمادهما وهمتهما منحدرون إلى أحط الدركات.. أضف إلى ذلك فضلاء المنافسين الآخرين الذين لم أذكر منهم إلا قليلا.
وهنا أود أن أقدر جهود إخوتي الكرام في اللجنة ما استطعت إلى تقديرها سبيلا، فإن الشكر من العبد لا يساوي شيئا مما بذلتموه من جهود جبارة وتفان في سبيلها، فالله الواحد الأحد أحق بشكركم من هذا العبد الفقير، فشكر الله تعالى لكم، ونفع بكم الإسلام والعربية.
وأود أن أخصص تقديري في هذه المناسبة لمؤسس «مركز كواكب الفصحاء» ومشرفه وأعضائه الكرام، فلولاكم لما كان هذا وذاك.. وكذلك أشكر رئيس اتحاد الطلبة المينانج كبويين الأستاذ «جاسري» على تفضله بعقد هذه المسابقة المباركة.
فاللهم كفاني شرفا أن أحب بنت عدنان، ومن يقوم بإعلاء شأنها حبا جما، وجدير بي هنا أن أذكر قول الشاعر الموفَّق:
يَطِيْبُ العَيْشُ أَنْ تَلْقَى أَدِيْبًا * غَذَاهُ الْعِلْمُ وَالرَّأْيُ الْمُصِيْبُ
فَيَكْشِف عَنْكَ حِيْرَةَ كُلِّ جَهْلٍ * وَفَضْلُ الْعِلْمِ يَعْرِفُهُ الْأَدِيْبُ
والله تعالى أعلى وأعلم!
بيت إندونيسيا في رابعة العدوية، 30 مارس 2014

0 comments:

إرسال تعليق