قال عمر بن الخطاب

من عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن

قال حكيم من الحكماء

أربعة توصل إلى أربعة: الصبر إلى المحبوب، والجد إلى المطلوب، والزهد إلى التقى، والقناعة إلى الغنى

قال زيد بن علي

ولا تستعينوا بنعم الله على معاصيه

قال أحد الأدباء

مهما يكن احتفالنا بيوم الفراق، واغتباطنا ساعته؛ فإن الفراق لا بد أن يترك فيما بعد كما هائلا من الوحشة

قال حكيم

كن بعيد الهمم إذا طلبت، كريم الظفر إذا غلبت، جميل العفو إذا قدرت، كثير الشكر إذا ظهرت

صبرا يا صديقي

(إلى صديقي: الأستاذ علي مصطفى لون النيجيري)
بقلم الطالب: أحمد سترياوان هريادي الإندونيسي
صبرا يا صديقي! فإن ذهاب والدك إلى جوار ربه لخير دليل على حبه تعالى إياه، وكيف لا، فقد فاز أبوك بقربه تبارك اسمه عجِلًا، بيد أن معظم الناس في غفلة داجية، لا يعون أن مكثهم في هذه الدار الدنيئة لا يزيدهم إلا بعدا عن نور ربهم لما يعتادون من ارتكابهم الخطايا والمعاصي.
أبشرْ يا صديقي! فها هو ذا أبوك طليق من محبس هذه الدار الضيقة، خارج منها سعيدا باسما.. فقد وصفتَ أنتَ هذه الدار الشائهة بقولك:
هــذه الــــدارُ مـا لــهــا مــن قـــــــــرارِ ** ما على وجهها سوى المعضلات
فــاطـرحـنْهـــا وخـــذ بـــدار مــقـــــامِ ** تـــلــــقَ فــــيــهـا بــــــأعـظـم الـبُشــريات
فأخبرني أيها الصديق! هل من اللائق به أن تكون هذه الدار-فيما بعد- مقاما صالحا ليطيل فيه مكثه بعد أن أدى أمانته البشرية على خير ما يكون الأداء؛ كعبد صالح لله تعالى، وراعٍ تقي لرعيته، وأب مربٍّ لأولاده؟!
فقد أوجعني خبر وفاته، وذلك بعد أن عرفتُ أنك حديث العهد بلقائه، وما لبثتَ أنتَ في المدينة إلا أياما قلائل منذ مجيئك من بلدك، واشتد الوجع يا صديقي عندما قمت بزيارتك وأنت دامع العين، وكنت أستطيع وقتئذ أن أستدرك مآثر الأحزان في وجهك، وتحاول أنت قدر طاقتك أن تبدي لي أنا ومن معي الاطمئنان والسكون، وتبرز لنا اعتقادك الجازم بقوله عز وجل: ﴿وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا﴾، فأنت باعتقادك هذا راض بمقدوره عز وجل، مستريح البال، مطمئن النفس.
يا صديقي، أما تعلم أنه كفى أباك -رحمه الله- شرفا وفخرا، أن تَخَرَّجَ في مرباه شابٌ امتاز عن أقرانه بعمق علمه وسعة ثقافته، تخرج في مرباه شابٌ فاق أمثاله بالشاعرية الناجمة والشخصية البارزة، تخرج في مرباه شابٌ عَلَا نظراءه بالاسترسال في التفكير العميق وحب الاستطلاع، تخرج في مرباه شابٌ نبّاغ طمّاح امتلك كل أسباب السمو والرقي في التصرفات العلمية من عقل عَقُول ولسان سَؤُوْل.
إذن، فهل تليق دناءة هذه الحياة الدنيا به بعد أن قام بواجباته فيها أحسن القيام؟ وهل من اللائق به حاليا إلا أن تُعطَى حقوقه من البشريات التي وعد الله بها فيمرح ناجيا؟ فها هو ذا أبوك الذي مكّن نفسه في ضمن هؤلاء الشرفاء الكبار الذين لا يريدون إلا رؤية رب الأرض والسماوات.. وأنى يتحقق التمكين إذا لم يكن حرا طليقا من هذا المحبس الضيق؟ وهل علينا إلا الرضا بهذا المقدور المحتوم، والسماح برحله إلى ربه..
صبرا يا صديقي! إذا لم يكن ما سبق كافيا ليخمد الأحزان ويمحو الدموع، فلنتصفح الصفحات الماضية التي سطر عليها أقلامُنا من تجاربنا الخصبة ودراساتنا الممتعة.. يا صديقي، ألستَ أنتَ قائل هذه الأبيات:
يا أهلَ مصـر إذا نزلــتُ بــأرضـكـــم * ســــأزفُّ كـلَّ مــــودَّتـــــي وحَـــنـــــــانــــي
لـمّـــــا حلــــلتُ ديــــارَكـــم ووطــئتُــهــــا * ألــفيــتُ هـــذاالقلبَ فـــي اطـمئنـان
ووجـدتُ فيها كــلَّ مـا يــدعـو إلــى * فرَحٍ ويُـــخـــمـــــد جــمــــرةَ الأحـــــزان
إذن، فما بال الدموع لم تنته من سقوطها مع أن صاحب العين قد وطأ هذه الأرض المباركة، ووجد فيها ما يدفع إلى نفسه فيضا من السرور؟ وما بال الأحزان الكامدة والذكريات المؤلمة تُصِرّان على إطالة مكثهما في النفس مع أن مصر العزيزة قد محتْ سبيلهما إليها، وشغّلتْها بالطلب والتثقيف منذ حين؟
إذا كان مقالك فيما سبق تجسيدا مخطوطا أو ملفوظا لدخائل نفسك وبنات صدرك، أفلم يكْفِكَ -يا صديقي- مقالُك هذا حصنا حصينا لكل ما تعرّضّتَ له من هجوم الكمد والأسى؟! فأنت بحلولك هذا البلد ووطئك أرضه، في اطمئنان يدوم وفرح يطول.. وكيف لا يتحقق الاطمئنان والفرح فيه، فقد قال عز وجل عنه على لسان نبيه يوسف عليه السلام: ﴿ادْخُلُوْا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِيْنَ﴾.
وبعد، فإني أكبر الظن أن ما قدمتُ لك من قبل لن يكون قادرا على أن يورّي مآثر فجْعكَ عن الأنظار. وإني لأذكر كيف كان الفجع يشتد على سيدنا يعقوب عليه السلام في ابنه سيدنا يوسف عليه السلام، حتى غلبه على الصبر الجميل فقال: ﴿يَا أَسَفَا عَلَى يُوسُفَ﴾. ولم تكْفِه غلبة الفجع عليه، فأصرّ هو على تورية حزنه الكامد، فتجلّدَ في سبيلها حتى أصابه ما أصابه كما في قوله تعالى: ﴿وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ﴾.
وما أنت -يا صديقي- ببعيد عما أصاب سيدنا يعقوب عليه السلام من فقد أحب الناس إليه.. فها هو ذا أبوك الذي رباك بتربية أفضل ما تكون التربية، ودربك على النشاط في كسب العلم وتحقيق العمل، وغرس في نفسك شخصية محترمة ذات ثقة بالنفس، وسلك طريقا التمس فيه كل أسباب نبوغك. وها أنت ذا بفضل الله تعالى -عن طريق أبيك- تعلو أقرانك، وتفوق أمثالك بكل ما يمتاز به أهل الصفوة من خلق الله تعالى. فهل من المعقول أن يصبح مَنْ رجع إليه الفضل الأكبر في بناء شخصيتك نسيا منسيا؟ هيهات!
يا صديقي، إني أعتقد أني لم أستطع أن أجاريك في حزنك، وفي نظري أنه ما أحد منا قادرا على مسايرة المفجوع جملة وتفصيلا، الذي يختص بإحساسه أنه -كما قال الأستاذ سيد قطب- «منفرد بهمه، وحيد بمصابه، لا تشاركه هذه القلوب حوله ولا تجاوبه»، فينعزل عن غوغاء الحياة، ليستحضر ما فاته المفجوع مما ينبغي له أن يؤدى من الواجبات، أو يدرك من المكانة أيام المفجوع فيه؛ فيزداد المفجوع ندما وحزنا..
لكن ذلك الإحساس ليس مبررا للمفجوع في استرسال الأحزان واستدام الأكباد، لأن المؤمن الموصول قلبه بالله، المتجه مسيره إلى الله، لا ييأس من فرج الله ورحمته أبدا، ولو أحاطت به الكروب، واشتدت عليه المصائب، لأنه ﴿لَايَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّاالْقَوْمُ الْكَافِرُون﴾.
وفي هذه المناسبة، أذكر أن الأديب البرازيلي باولو كويلو كان يقول: «عندما يرحل أحد من الناس، فذلك لأن أحدا آخر على وشك وصول». وعسى -يا صديقي- أن تكون ممن على وشك الوصول، بعد ذهاب الشرفاء الكبار -منهم أبوك- إلى جوار ربهم، الذي سيقود العباد نحو مستقبل أفضل. آمين..
وبعد، فذلك ما استطعت يا صديقي أن أقدم لك من العزاء، ولست هنا بمدرس يدرس، ولا بمرشد يرشد، فأنت أحق بهما وأليق.. لكن ما هذا إلا محاولة خفيفة لاستحقاق الشخصية المسلمة من النصح للإسلام والمسلمين، وتذكير بأن الله تعالى لم يخلق الموت والحياة إلا ليبلونا أينا أحسن عملا، وأنه ﴿مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِيْنَ﴾.[]

بيت الطلبة الإندونيسيين من نوسا تنجارا وبالي، 17 من أكتوبر 2013م


يا سيدي

بقلم الطالب: أحمد سترياوان هريادي الإندونيسي
يا سيدي، إني أخاف أن تتبادر في ذهنك كراهتك على تلميذك هذا،  فيملأ نظرَك إليّ فيضٌ من الكراهة، وتستبعدني استبعادا ما يعوقني عن حلاوة ملازمتك، وتقعدني عن قطف ثمار العلم والحكمة من ثغرك البراق.
فكم كنت يا سيدي رافعا يدي إلى السماء وهاتفا ربي في ضراعة: «اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها». وما دعوت بهذا الدعاء إلا لشدة خوفي من أن يذهب عني سحاب بركة العلم، وانهار في نفسي سمو أدب الطالب مع أستاذه.
يا سيدي، إليك أرسلَ تلميذُك هذا اعتذارَه البالغ لقِصَر فهمه، وضَحْل تفكيره، وقلة أدبه؛ فقد سألك في إحدى مجالسك الرحبة عن شيء تافه فقطعتَه أثناء إلقائه السؤال بكلمة «خطأ»، لكن هذا القليل الأدب أصرّ على استكمال سؤاله فقطعتَه بنفس الكلمة مرة ثانية ثم مرة ثالثة، إلى أن ختمت تعليقك بكلمتك الحكيمة: «ولكن أنتم قوم مستعجلون».
ما انتهتْ -يا سيدي- قلةُ أدب تلميذك هذا، فتمتم في طريقه إلى سكنه:
«لماذا نظر هذا الأستاذ إلى طلابه نظرة المجادل إلى خصومه، فباشر كل وسائل تمكّنه في إسكات من يكلمه أو يسأله، وحاول إبراز هيبة علمه وسعة ثقافته ما استطاع إلى ذلك سبيلا، فأقنع هو غيرَه ولا يقتنع السائلون، بل ولا يطمئنون إلى ما ألقاها من دروس؟».
«لماذا لا ينظر هذ الأستاذ إلى تلامذته نظرة الوالد إلى أولاده، الذي سلك طريقا يلتمس فيه كل أسباب النبوغ لأولاده، وأنشأ في نفوس أولاده شخصية ذات ثقة بأنفسهم، وغرس لأولاده مبدأ الشك، فلا يصدقون شيئا ما لا ينبني على دليل، ولا يثير الاقتناع في نفوسهم، ودرّب أولاده على التفكير العميق وحب الاستطلاع حتى يكون لديهم عقل عَقُول ولسان سَؤُول؟».
«رباه.. ما الشيء الذي فعلته أنا لأستاذي حتى لا يريد من لساني إلا الانعقاد عن الكلام؟ بيد أن نفسي ملتهبة عطشا إلى إجابته عن استفساري ببعض ما غمض عندي فيما ألقاها من دروس، وأنى يكون لنفسي الاطمئنان -يا سيدي- إذا ودعتَها بدون إجابة وقطعتني في سؤالي؟».
«كم كنت متمنيا يا سيدي أن تأتيني بالإجابة الجامعة المانعة؛ ما هي بعيدة عن سطح في التحليل، وقِصر في النظر أتم البعد؛ وأنا بإجابتك بعد ذلك مقتنع حيث لا تخطر على بالي فكرة الاستبانة، ولا ينطق لساني طالبا الاستفهام».
«يا سيدي لقد فقدتُ -بسبب إهمالك شأني وسؤالي- ثقتي بنفسي فشككت في كوني إنسانا طالبا، وقد تجمع في نفسي حاليا الأسى والحسر، لعلي في طريقي إلى سكني هذا أجد شيئا يدفع إليّ قليلا من السرور، أو يذهب عني الحزن».
«ها أنا ذا يا سيدي راجعٌ إلى سكني دامع العين.. إني في محاولة دؤوب لإخفاء هذه الدموع الساقطة باستحضار الذكريات الماضية الزاخرة، فمما يتبادر في ذهني أني أذكر كيف كنت أقيم حوارا مع أستاذي الدكتور زكي أبوسريع -حفظه الله- عندما درسنا مادة التفسير في الكلية، وكان فضيلته يشرح تفسير سورة مريم، وكان الكلام حينئذ عن عودة سيدنا عيسى عليه السلام إلى الدنيا كأحد عباد الله الصالحين، لا كرسول مرسل ولا نبي يبعث، فأخذتُ أسأل الدكتور كمنطلق حوارنا المثمر النافع: هل عودة سيدنا عيسى عليه السلام إلى الدنيا كعبد صالح تابع لشريعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لا تخل بمكانته مع أنه من قبل كان نبيا ورسولا، فقد أثبت الله -كما أشار إليه المفسرون- أن هناك طبقات للإنسان من حيث مكانته عند الله في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾، وذلك نظرا إلى أن العبرة بالنهاية؟ وإني لأعرف حقا كيف كان فضيلته يلوح لنا سعادة باسمة، وتتجلى سعة صدره، وتنكشف رغبته الملحة في أن يكون طالب العلم ذا طابع ناقد وبصر نافذ ووعي يقظ».
وبعد، فذلك يا سيدي مما تمتم به هذا القليل الأدب والقصير الفهم، عقب تفرغه من مجلسك في الأحد الماضي (29/9) بالجامع الأزهر الشريف. وما زال مظهر الأسى غالبا على تصرفاتي حينئذ، فالحياة مضتْ يابسة مكتئبة، والدنيا تضيقتْ عليّ فتركتْني فريدا في مشأمة الإهمال، وأصبحتُ حصاة منثورة في الطريق، فهل من اللائق بي بعد ذلك البقاء في مدينة البعوث؟ كلا! فقد أضحى وجودي في المدينة واجفا مضطربا.
إن عزمي اشتد على التخلي عن المدينة حينا من الوقت، وأعددت كل شيء ما أنا بحاجة إليه أثناء مكثي خارج المدينة، فقررت أن يكون «بيت الطلبة الإندونيسيين من نوسا تنجارا وبالي» مصيرا.. ومن حسن حظي أن رجع صاحب البيت الزميل أحمد سوجانا من الدراسة عقب وصولي ذلك البيت، وكان معه كتاب «موقف القرآن الكريم من العلماء» للأستاذ الدكتور السيد إسماعيل سليمان.
وقد بدأت حينئذ أسترسل في التفكير العميق حول ما كتمته من سوء الأدب معك يا سيدي، وما تمتم به ثغري من الكلمات السيئة الساقطة التي يأباها طالب الحق أشد الإباء. وقد دفعني شعور قلة أدبي معك يا سيدي إلى شيء من الذهول ما يحجبني من إبصار نور ربي عز وجل، ثم أخذت أتصفح الكتاب صفحة فصفحة حتى وصلت إلى مبحث آداب المتعلم مع المعلم..
وما أن انتهيت من قراءة هذا المبحث إلا ووجدت نفسي واجمة، وإذا بدموعي تترعرع، وكيف لا، فقد أعاد -بفضل الله تعالى- هذا الكتاب رشدي بعد أن غاب عني حينا من الزمان، ولا أبالغ إن أقطع بأن كل سطر في هذا المبحث القيم اضطر هذا التلميذ الذليل إلى الاعتراف بفضلك يا سيدي، وأثبت غلطَ هذ التلميذ الحقير وسوءَ خلقه وضحلَ تفكيره.
يا سيدي، ها أنا ذا أعتذر إليك بالمعروف، فلا تحرمني شرف صحبتك ومدارسة علمك، وما أحسنني إن سلكت مسلك سيدنا موسى عليه السلام في أدبه مع أستاذه، فقد إعتذر إليه فيما بدر منه من اعتراض عليه بقوله: ﴿لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا﴾.ولله در الإمام النووي -رحمه الله- عندما يقول: «من لم يصبر على ذل التلعم، بقي عمره في عماية الجهالة، ومن صبر عليه آل أمره إلى عز الأخرة والدنيا». وقال سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «ذللت طالبا فعززت مطلوبا».
والله أعلم! []
بيت الطلبة الإندونيسيين من نوسا تنجارا وبالي، 3 من أكتوبر 2013م