أحب الأعمال إلى الله: دراسة موضوعية للحديث النبوي الشريف



بقلم الطالب: أحمد سترياوان هريادي الإندونيسي
تحت إشراف: الأستاذ الدكتور جاد الرب أمين عبد المجيد
جامعة الأزهر الشريف
كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة
العام الدراسي 2012-2013
المقدمة
بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا وشفيعنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فالإسلام دين علم وعمل، دين جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، ومن أهم المبادئ في الإسلام العمل بعد العلم به؛ فمن هذا المنطلق، حث الإسلام المسلمين على طلب العلم مع الحرص عليه كل الحرص، وبعد أن حصل المرء على علم ما، فينبغي له أن يجعل هذا العلم حيا يسعى، من خلال التعليم والعمل به أيا ما كان الأمر.
فأعمال الخير في الإسلام ليست على مرتبة واحدة، بل تفضل بعضها على البعض، ونرى أننا في أمس حاجة إلى معرفة أي العمل أحب إلى الله، إذ كثرت أعمال الناس ولم تكن عند الله شيئا، حتى نتأكد أننا سائرون على نهج الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا المقال يهدف إلى تجلية ما أشرنا إليها من قبل، ألا وهي معرفة أي العمل أحب إلى الله، وذلك من خلال دراسة حديثه صلى الله عليه وسلم الذي أشار إلى تلك الأعمال المحبوبة عند الله دراسة تفصيلية.
وسيحاول الباحث بإذن الله وتوفيقه في هذا المقال بَحْثَ أهم ما يتعلق بهذا الحديث الشريف مستبعدا الشرح الطويل المملّ والمقتصد المخلّ من خلال المباحث التالية:
·        المبحث الأول: نص الحديث
·        المبحث الثاني: تخريج الحديث
·        المبحث الثالث: ترجمة الراوي الأعلى
·        المبحث الرابع: المعنى العام للحديث
·        المبحث الخامس: لغوية الحديث
·        المبحث السادس: فقه الحديث
·        المبحث السابع: ما يستفاد من الحديث
ولا ننسى في الخاتمة أن نورد موجز النتائج التي وصلنا إليها.
والله الموافق، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.
البحث
المبحث الأول: نص الحديث
قال أمير المؤمنين في الحديث الإمام الحافظ الحجة أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري رحمه الله:
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيْدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: الْوَلِيْدُ بْنُ الْعَيْزَارِ أَخْبَرَنِيْ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ -وَأَشَارَ إِلَى دَارِ عَبْدِ اللَّهِ- قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا»، ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ»، ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «الْجِهَادُ فِيْ سَبِيْلِ اللَّهِ»، قَالَ: حَدَّثَنِيْ بِهِنَّ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِيْ.    
المبحث الثاني: تخريج الحديث
هذا الحديث أخرجه:
1.     البخاري([1]) بهذا الإسناد في كتاب مواقيت الصلاة، باب فضل الصلاة لوقتها (527)، ص71.
2.     البخاري في كتاب الجهاد والسير، باب فضل الجهاد والسير وقول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ، يُقَاتِلُوْنَ فِيْ سَبِيْلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُوْنَ وَيُقْتَلُوْنَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيْلِ وَالْقُرْآنِ، وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوْا بِبَيْعِكُمُ الَّذِيْ بَايَعْتُمْ بِهِ﴾ إلى قوله ﴿وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِيْنَ﴾([2]) (2782)، ص339.
3.     البخاري في كتاب الأدب، باب البر والصلة وقول الله تعالى ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا﴾([3]) (5970)، ص725.
4.     البخاري في كتاب التوحيد، باب وسمى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاةَ عملًا وقال: لاصلاة لمن يقرأ بفاتحة الكتاب (7534)، ص897.
5.     مسلم([4]) في كتاب الإيمان، باب أفضل الأعمال الإيمان بالله ثم آخر ثم آخر (85)، ص36. 
المبحث الثالث: ترجمة الراوي الأعلى
هو الصحابي الجليل أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي، وأمه أم عبد بنت عبدود بن سواء الهذلية، وهو من السابقين الأولين في الإسلام، هاجر إلى الحبشة مرتين ثم إلى المدينة، ذكر النووي أنه «شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وأحدا والخندق وبيعة الرضوان وسائر المشاهد كلها وشهد اليرموك، وهو الذي أجهز على أبي جهل يوم بدر، وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وهو صاحب نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلبسه إياها إذا قام، فإذا خلع وجلس جعلها ابن مسعود في ذراعه، وكان كثير الولوج على رسول الله صلى الله عليه وسلم والخدمة له»([5]).
ومن ناحيته العلمية أنه يعتبر -كما قال الأستاذ أحمد أمين- من الصحابة السبعة الذين عدوا الطبقة الأولى في العلم وهم: عمر وعلي، وابن مسعود نفسه، وابن عمر، وابن عباس، وزيد بن ثابت، وعائشة([6]). وقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه عليم معلم، وبدأ به في قوله: «خذوا القرآن من أربعة: من ابن أم عبد([7])، ومن أُبَيّ بن كعب، ومن سالم مولى أبي حذيفة، ومن معاذ بن جبل»([8]). قال عقبة بن عمرو: «ما أرى أحدا أعلم بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم من عبد الله»([9]).
وكان ابن مسعود حريصا على العلم وطلبه، مع أنه من أكثر الصحابة علما، وهذا تمثّلَ في قوله: «والذي لا إله غيره، ما من كتاب الله سورة إلا أنا أعلم حيث نزلت، وما من آية إلا أنا أعلم فيما نزلت، ولو أعلم أحدا هو أعلم بكتاب الله مني تبلغه الإبل، لركبت إليه»([10]). وكان ابن مسعود -على ما يظهر لنا- معجبا بعمر بن الخطاب كل الإعجاب، وكان يعتبره المثل الكامل في العلم والاجتهاد، فمن المعقول أن يتأثر به ولو إلى حد ما، بل نره متأثرا به كل التأثر في تصرفات عمر العلمية والاجتهادية، ولعل قوله فيما يلي خير تمثيل على ما نقول.
قال ابن مسعود: «لو سلك الناس واديا وشعبا وسلك عمر واديا وشعبا، لسلكت وادي عمر وشعبه»([11]).
وقال في موضع آخر: إني لأحسب عمر ذهب بتسعة أعشار العلم»([12]).
وقال أيضا: «لو أن علم عمر وضع في كفة الميزان، ووضع علم أهل الأرض في كفة، لرجح علم عمر»([13]).
وجملة الأحاديث التي رويت له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكرها النووي([14]): «ثمانمائة وثمانية وأربعون حديثا، اتفق البخاري ومسلم منها على أربعة وستين، وانفرد البخاري بأحد وعشرين، ومسلم بخمسة وثلاثين؛ روى عنه ابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، وأبو موسى الأشعري، وأنس، وجابر، وأبو سعيد، وعمران بن الحصين، وعمرو بن حريث، وأبو هريرة، وغيرهم من الصحابة، وخلائق لا يحصون من كبار التابعين.
نزل الكوفة في آخر أمره وتوفي بها سنة ثنتين وثلاثين، وقيل: سنة ثلاث وثلاثين، وقيل: عاد إلى المدينة؛ واتفقوا على أنه توفي وهو ابن بضع وستين سنه، والذين قالوا توفي بالمدينة قالوا: دفن بالبقيع قبل، وصلى عليه عثمان، وقيل: الزبير، وقيل: عمار بن ياسر.
المبحث الرابع: المعنى العام للحديث
من سمات المؤمن الصادق الإيمان، السليم الفطرة، الراجح العقل، أن يكون حريصا على العلم -خاصة ما يرضي ربه- كل الحرص، وكذلك على طلبه، فكأن العلم عند هذا المؤمن ماء لايستغني الخلق الحي عنه في حياته، ولم يكتف بهذا الحرص فحسب، بل يليه حسن الأدب مع من يعلّمه، حتى تتم الاستفادة بكل صورها.
وهذه السمة -كما نرى- منسجمة كل الانسجام في شخصية الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود، ولعل هذا الحديث أبرز دليل على ذلك الانسجام، فبحرصه على معرفة أعمال أحب إلى الله ليتقرب بها إليه، سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تلك الأعمال، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم: «أداء الصلوات المفروضة في أول الوقت»، ثم ماذا بعد ذلك يا رسول الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإحسان إلى الوالدين إحسانا كاملا لا يشوبه سوء أو مكروه ولو كانا كافرينِ»، قال ابن مسعود: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: «الجهاد في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا، سواء كان باليد إذا كان لا يصلح سواها، أو باللسان، أوبغيرهما».
وفي هذا الصدد استخدم ابن مسعود الاسترسال في أسئلته رغبة في الإكثار من النفع، وهذا -على الأقل- دليل على أنه في منتهى الحرص على العلم، إلا أنه شعر بإكثاره الأسئلةَ سبب ملل رسول الله صلى الله علي وسلم، فأفرغ من سؤاله تأدبا واحتراما وتعظيما لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ كان ابن مسعود متيقنا بأنه صلى الله عليه وسلم لو سئل عن أي شيء لأجاب.
المبحث الخامس: لغوية الحديث
(أي العمل أحب إلى الله) وفي الرواية الثانية: «أي العمل أفضل»، وفي الرواية الثالثة: «أي الأعمال أقرب إلى الجنة». والظاهر -كما أشار إليه الدكتور موسى لاشين- أن السؤال كان بصيغة «أي العمل أفضل»، والصيغتان الأخريان من تصرف الرواة، والرواية بالمعنى والتعبير بالملزوم بدل اللازم([15]).
(الصلاة على وقتها) وفي الرواية الثانية: «الصلاة لوقتها»، قال بدر الدين العيني: «استعمال لفظة «على» ههنا بالنظر إلى إرادة الاستعلاء على الوقت، والتمكن من أدائها في أي جزء من أجزائها»([16]). قال ابن حجر: «ويمكن أخذه من لفظة «على» لأنها تقتضي الاستعلاء على جميع الوقت فيتعين أوله، قال القرطبي وغيره: قوله «لوقتها» اللام للاستقبال، مثل قوله تعالى: ﴿فَطَلِّقُوْهُنَّ لِعَدَّتِهِنَّ﴾ أي مستقبلات عدتهن، وقيل: للابتداء، كقوله تعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوْكِ الشَّمْسِ﴾، وقيل: بمعنى «في» أي في وقتها»([17]).
(ثم أي) قال ابن حجر: «قيل: الصواب أنه غير منون لأنه غير مقوف عليه في الكلام، والسائل ينتظر الجواب، والتنوين لا يو قف عليه، فتنوينه ووصله بما بعده خطأ، فيوقف عليه وقفة لطيفة ثم يؤتى بما بعده قاله الفاكهاني؛ وحكى ابن الجوزي عن ابن الخشاب الجزم بتنوينه لأنه معرب غير مضاف، وتعقب بأنه مضاف تقديرا، والمضاف إليه محذوف لفظا، والتقدير: «ثم أي العمل أحب؟» فيوقف عليه بلا تنوين؛ وقد نص سيبويه على أنها تعرب ولكنها تبنى إذا أضيفت، واستشكله الزجاج»([18]).
(بر الوالدين) قال صاحب القاموس: «البِرُّ: الصلة، والجنة، والخير، والاتساع في الإحسان»([19]). ونرى أن المعنى الأليق بما نحن فيه الآن هو الإحسان، والجمع: الأبرار، وضده: العقوق.
(الجهاد في سبيل الله) أصل كلمة «الجهاد» -كما في المعجم الوسيط- من جَاهَدَ مجاهدةً وجهادًا أي قاتله([20]).
(حدثني بهن) مقول عبد الله بن مسعود، أي: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الأشياء الثلاثة؛ وذكر بدر الدين العيني «أنه تأكيد وتقرير لما تقدم، إذ لا ريب أن اللفظ صريح في ذلك، وهو أرفع درجات التحمل»([21]).
(ولو استزدته لزادني) «أي: لو طلبت منه الزيادة في السؤال لزادني رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجواب»([22]).    
المبحث السادس: فقه الحديث
نستنبط من متن الحديث الذي تكلم عن أحب الأعمال إلى الله، ثلاث مسائل أساسية؛ الأول: الصلاة على وقتها، والثاني: بر الوالدين، والثالث: الجهاد في سبيل الله؛ فلنفصل القول -بإذن الله وتوفيقه- لكل من هذه المسائل فنقول:
1.     الصلاة على وقتها
شاعت المسألة في هذا الصدد، هل قوله صلى الله عليه وسلم «على وقتها» يدل على أفضل الفور أم لا؟ أو بعبارة أخرى: هل قوله صلى الله عليه وسلم «على وقتها» يدل على فضل أول الوقت للصلاة أم يدل على فضل إيقاعها في الوقت على العموم، إما في الأول أو في المنتصف أو في الأخير؟
وبناء على ذلك، نرى اختلافا واسع النطاق لهذه المسألة عندما نتصفح كتب الشروح أمثال: «فتح الباري» و«عمدة القاري» من كتب الأقدمين، و«فتح المنعم» من كتب المحدثين؛ والاختلاف الشائع هو ما بين ابن بطال وبين ابن دقيق العيد، ويليه أقوال أصحاب الشروح، مؤيدين كانوا لأحدهما أم منصفين، ولنسق لك هذا الاختلاف للتمثيل على مانقول.
   قال ابن بطال: «وفيه أن البدار إلى الصلاة في أول أوقاتها أفضل من التراخي فيها، لأنه إنما شرط فيها أن تكون أحب الأعمال إلى الله إذا أقيمت لوقتها المستحب الفاضل، وفي حديث أبي هريرة بيان أن صغائر الذنوب يغفرها بمحافظته على الصلوات، لأنه شبه الصغائر بالدرن، والدرن ما لم يبلغ مبلغ الجراح»([23]).
وقام ابن دقيق العيد بالاعتراض على مقول ابن بطال، فقال: «ليس في هذا اللفظ ما يقتضي أولا ولا آخرا، فكان المقصود به الاحتراز عما إذا وقعت قضاء»([24]).
وممن يؤيد ما ذهب إليه ابن بطال ابن رجب الحنبلي في قوله: «وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم «الصلاة على وقتها» أو «الصلا على مواقيتها» دليل على فضل أول الوقت للصلاة، لأن «على» للظرفية، كقولهم: كان كذا على فلان؛ والأفعال الواقعة في الأزمان المتسعة عنها لا تستقر فيها، بل تقع في جزء منها، لكنها إذا وقعت في أول ذلك الوقت فقد صار الوقت كله ظرفا لها حكما؛ ولهذا يسمى المصلي مصليا في حال صلاته، وبعدها إما حقيقة أو مجازا على اختلاف ذلك، وأما قبل الفعل في الوقت فليس بمُصَلٍّ حقيقة ولا حكما، إنما هو مصلٍّ بمعنى استباحة الصلاة فقط، فإذا صلى في أول الوقت فإنه لم يسمَّ مصليا إلا في آخر الوقت»([25]).
وكذلك ما ذهب إليه الدكتور موسى لاشين، فرجح رأي ابن بطال صراحة فقال: «ونحن مع ابن بطال في أن أفضل الأعمال الصلاة في أول وقتها، لأن مجموع الروايات[«الصلاة لوقتها» و«الصلاة على مواقيتها» و«الصلاة على وقتها»]، ترجح أن اللام للابتداء أو للاستقبال كما قلنا، لتتوافق مع الاستعلاء المأخوذ من «على»، وتبعد أن اللام بمعنى «في» خصوصا وقد جاء التصريح بأول الوقت «الصلاة في أول وقتها» فيما أخرجه الحاكم والدارقطني والبيهقي عن علي بن حفص الذي قال عنه الحافظ ابن حجر: شيخ صدوق من رجال مسلم: وهذا لا يمنع فضل الصلاة في وقتها، لكن الصلاة في أول وقتها أفضل من الصلاة في آخر وقتها ومن جميع الأعمال»([26]).
ونرى ابن حجر([27]) لم يرجح واحدا من الرأيين -أعني رأيي ابن بطال وابن دقيق- على ما يظهر، بل أورد هذه الأقوال المختلفة، وأرجعها إلى أصحابها مع تعليق بسيط بدون ترجيح؛ وعلى هذا، لو اعتبرناه من الفريق المنصف لم نبعد عن الصواب.
ولكنّا نرى بدر الدين العيني حاذيا حذو ابن دقيق، فاعترض على مقول ابن بطال فقال: «لفظ الحديث لا يدل على ما ذكره على ما يخفى»([28]). ويتعين من هذا المنطلق أن بدر الدين العيني أميل إلى فضل إيقاع الصلاة في الوقت على العموم إما في الأول أو في المنتصف أو في الأخير؛ بل أثبت ذلك صراحة في قوله: «الذي يدل ظاهر اللفظ أن الصلاة مشاركة لغيرها من الأعمال في المحبة، فإذا وقعت الصلاة في وقتها، كانت أحب الى الله من غيرها، فيكون الاحتراز عن وقوعها خارج الوقت»([29]).
ونحن في هذا الصدد نستحسن رأي ابن بطال ونميل إليه، إذ كانت أدلته وأدلة من حذا حذوه أقوى في حجيتها وأقرب إلى الفطرة السليمة، حيث إن الذي يتبادر في الذهن عندما ذكر هذا الحديث هو الفضل في البدار إلى أداء الصلوات المفروضة في أول وقتها.    
2.     بر الوالدين
ومعنى بر الوالدين -كما قال بدر الدين العيني- «الإحسان إليهما والقيام بخدمتهما، وترك العقوق والإساءة إليهما»([30]).
وقد جاء في التنزيل: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِيْ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا﴾([31])؛ وقد ذكر القرطبي أن الآية «نزلت في سعد بن أبي وقاص فيما روى الترمذي قال: أنزلت فيَّ أربع آيات فذكر قصة؛ فقالت أم سعد: أليس قد أمر الله بالبر؟! والله لا أطعم طعاما، ولا أشرب شرابا حتى أموت أو تكفر. قال: فكانو إذا أرادوا أن يطعموها شجروا فاها، فنزلت هذه الآية»([32]).
وهذه الآية تدل على وجوب الإحسان إلى الوالدين وإن كانا كافرينِ، بل عبر بالمصدر في «حسنا» -كما قال الدكتور محمد سيد طنطاوي- «للمبالغة في وجوب الإحسان إليهما، بأن يكون بارّا بهما، وعطوفا عليهما، وسخيّا معهما»([33])؛ إلا أنه تعالى -مهما أمر بوجوب طاعتهما والمبالغة في الإحسان إليهما- أمرنا بعدم طاعتهما إذا كانا آمرينِ بالشرك بالله، وداعيينِ إلى عصيانه، إذ لا طاعة في معصية الخالق.
وكذلك قوله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوْا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيْمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرًا﴾([34]).
وفي هذه الآية الأمر بالإحسان إلى الوالدين بعد الأمر بوجوب إخلاص العبادة لله، وهذا المظهر -بلا شك- أفادنا بأن هذا الدين دين قيم وأخلاق من كل زواياه، فقد استكشف الدكتور محمد سيد طنطاوي سر هذا المظهر فقال: «ولعل السر في ذلك هو الإشعار للمخاطبين بأهمية هذا الأمر المقتضى لوجوب الإحسان إلى الوالدين، حيث إنهما هما السبب المباشر لوجود الإنسان في هذه الحياة، وهما اللذان لقيا مالقيا من متاعب من أجل راحة أولادهما، فيجب أن يقابل ما فعلاه بالشكر والاعتراف»([35]).
وثبت في الصحيحين تقديم الأم على الأب، وكذلك أحقيتها في البر ثلاثة أمثال ما للأب؛ فقد روى أبو هريرة أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «ثم أبوك»([36]).
وقد حاول العلماء([37]) استكشاف سر تقديم الأم على الأب، فثبت عندهم أن للأم ثلاثة تنفرد بها عن الأب؛ الحمل، ثم الوضع، ثم الرضاع. ولعل مقولهم هذا مستفاد من قول الحق تبارك وتعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كَرْهًا وَوَضَعَتْهُ كَرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُوْنَ شَهْرًا﴾([38]).
قال الدكتور موسى لاشين([39]): «أما تقديم الصلاة على البر، فلأن الصلاة شكر لله، والبر شكر للوالدين، وشكر الله مقدم على شكر الوالدين، موافقة لقوله تعالى:﴿أَنِ اشْكُرْ لِيْ وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيْرُ﴾([40])».
3.     الجهاد في سبيل الله 
ومعنى الجهاد عامة بذل الجهد في قتال الكفار؛ قال ابن رجب الحنبلي: «الجهاد هو دعاء الناس  إلى ذلك (أي الإسلام) بالسيف والسنان بعد دعائهم بالحجة والبيان»([41]).
ونرى ابن حجر موسعا نطاقَ الجهاد، وذلك بعد أن ذكر معنى الجهاد الذي هو مجاهدة الكفار فقال: «ويطلق أيضا على مجاهدة النفس والشيطان والفساق؛ فأما مجاهدة النفس فعلى تعلّمِ أمور الدين، ثم على العمل بها، ثم تعليمها؛ وأما مجاهدة الشيطان فعلى دفع ما يأتي به من الشبهات، وما يزينه من الشهوات؛ وأما مجاهدة الكفار فتقع باليد والمال واللسان والقلب؛ وأما مجاهدة الفساق فباليد ثم اللسان ثم القلب([42]).
وقد ثبت ورود الجهاد في التنزيل: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ، يُقَاتِلُوْنَ فِيْ سَبِيْلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُوْنَ وَيُقْتَلُوْنَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا﴾([43])، والذي يظهر لنا في هذه الآية الكريمة بيان فضل الجهاد، فقد عبر سبحانه الجهاد بالعقد، بمعنى أن الله باع لنا المسلمين الجنةَ بثمن أنفسنا التي نجاهد بهما وكذلك بأموالنا التي أنفقناها في سبيل الله، وهذا -من غير شك- تدل على أن للجهاد مكانة عظيمة في الإسلام.
وبناء على ذلك، ورد السؤال عن فرضية الجهاد، هل الجهاد من الفروض العينية أم من الفروض الكفائية؟ فأجب ابن رجب هذا السؤال بأن الجهاد كان في أول الإسلام فرض عين على المسلمين كلهم، لا يسع أحدا التخلفُ عنه، فكان حينئذ أفضل الأعمال بعد الإيمان وقرينا له، فلما نزلت الرخصة، صار الجهاد كفاية، فتأخر عن فرض الأعيان([44]).
وبعد أن عرفنا أن الجهاد من الفروض الكفائية، نحاول أن نعرف سرّ تقديم عمل ما على الآخر، لكنّا نجد ابن حجر قد سبقنا في هذا الصدد، فحاول ابن حجر بيان هذا السر فقال: «فالذي يظهر أن تقديم الصلاة على الجهاد والبر لكونها لازمة للمكلف في كل أحيانه، وتقديم البر على الجهاد لتوقفه على إذن الأبوين»([45]).
وبعدُ، فذلك سر تقديم عمل ما على الآخر، ونرى أننا في حاجة إلى معرفة سبب ذكر هذه الأعما الثلاثة، ولله در الطبري حينما ذكر هذا السبب فقال: «إنما خص صلى الله عليه وسلم هذه الثلاثة بالذكر لأنها عنوان على ما سواها من الطاعات، فإن من ضيع الصلاة المفروضة حتى يخرج وقتها من غير عذر مع خفة مؤنتها عليه وعظيم فضلها، فهو لما سواها أضيع؛ ومن لم يبر والديه مع وفور حقهما عليه، كان لغيرهما أقل برا؛ ومن ترك جهاد الكفار مع شدة عداوتهم للدين كان لجهاد غيرهم من الفساق أترك؛ فظهر أن الثلاثة تجتمع في أن من حافظ عليها كان لما سواها أحفظ، ومن ضيعها كان لما سواها أضيع»([46]).   
المبحث السابع: ما يستفاد من الحديث
1.     أن أعمال البر تفضل بعضها على بعض عند الله تعالى
2.     فضل أداء الصلاة في أول الوقت
3.     تعظيم الوالدين وبيان فضله ويجب الإحسان إليهما ولو كانا كافرينِ
4.     فضل الجهاد في سبيل الله
5.     جواز السؤال عن مسائل شتى في آن واحد
6.     جواز تكرار السؤال
7.     فيه الرفق بالعالم والتوقف عن الإكثار عليه خشية ملاله
الخاتمة
أما بعد، فقد وصلنا إلى خاتمة هذا البحث، فالنظرة العامة إلى ما استعرضنا لك من خلال بحثنا هذا، تبدي لنا أننا لم نذكر لك ما يتعلق ببحثنا إلا طوائفه الهامة، فقد أهملنا بعض المسائل التي كانت مدار الاختلاف بين الفقهاء والمحدثين، أمثال اختلافهم في موافقة ما تناوله هذا الحديث الذي نحن بصدده، مع ما تضمنه حديث أبي هريرة الذي سبق ذكره في صحيح مسلم، وكذلك مع الأحاديث الأخرى مما أطال فيها الشراح كلامهم عن هذا الاختلاف؛ ولو قدمنا لك هذا الاختلاف كله لطال بنا القول.
أيا ما كان الأمر، فقد كانت الأعمال في الإسلام تفضل بعضها على بعض، والأعمال الثلاثة المذكورة في الحديث الذي قد تناولناه، هي الأعمال الأساسية في حياة المسلم بعد الإيمان، وكل له مجاله الخاص به؛ فالصلاة مثلا تكون ميزان أعمال العبد المتعلقة بربه كالصيام والزكاة والحج ما إن صلحت صلحت بقية تلك الأعمال؛ ونفس الحال ما يوجد في بر الوالدين، فالوالدين -بلا شك- أقرب الناس إلى الإنسان وأحق الناس بالإحسان إليهما، فيكون البر ميزان الإنسان في معاملته مع غيره من الإنسان، فإذا أحسن معاملته مع والديه، فمع غيره أحسن وأفضل؛ أما الجهاد فيكون ممثلا لما سبق من الصلاة والبر، حيث إن الجهاد لن يكتمل شكله لو لم يتم شكلا الصلاة والبر، إذ الجهاد متكوّن من الإيمان الثابت والطاعة الكاملة، ومتوقف على إذن الوالدين كما أسلفنا، فيكون الجهاد معبرا عن ثبات الإيمان، وكمال الطاعة، وحسن المعاملة.
وفي خاتمة هذا المقال، نوجز النتائج التي وصلنا إليها في نقاط تالية:
1.     الإسلام دين علم وعمل
2.     السمة الأساسية للمؤمن الصادق الإيمان، السليم الفطرة، الراجح العقل، أن يكون حريصا على العلم وطلبه.
3.      ويليه حسن الأدب مع المعلم، حتى تتم الاستفادة بكل صورها.
4.      والأعمال في الإسلام -بعد الإيمان- مرتكزة في ثلاثة الأعمال الرئيسية: وهي الصلاة على وقتها، وبر والوالدين، والجهاد في سبيل الله؛ فتكون هذه الثلاثة أفضل الأعمال عند الله.
ومع اعتقادي أن ما قدمت لك في هذا البحث هو مجرد تدريب نفسي، في سلك مسلك فحول الباحثين، حتى أكون على نهجهم وإن لم أكن منهم، وهذه هي محاولتي البسيطة للبحث عن الحقيقة، فإن أصبت فحمدا لله، وإن أخطأت فحسبي أني قاصد الحق، ﴿إِنْ أُرِيْدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيْقِيْ إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيْبُ﴾([47]).
والله تعالى أعلى وأعلم.
ثبت المصادر والمراجع
1.     ابن بطال: أبو الحسن، شرح صحيح البخاري، تحقيق: أبو تميم ياسر بن إبراهيم، الرياض: مكتبة الرشد، دت.
2.     أمين: أحمد ، فجر الإسلام، القاهرة: دار الشروق، ط1، 2009م.
3.     البخاري: محمد بن أسماعيل، صحيح البخاري، القاهرة: دار ابن حزم، ط1، 1430هـ.
4.     الجوزية: محمد بن القيم، إعلام الموقعين عن رب العالمين، تحقيق: عصام الدين الصبابطي، القاهرة: دار الحديث، 1427هـ.
5.      الحنبلي: أبو الفرج بن رجب، فتح الباري شرح صحيح البخاري، تحقيق: محمود بن شعبان بن عبد المقصود وغيره، المدينة المنورة: مكتبة الغرباء الأثرية، ط1، 1417هـ.
6.      طنطاوي: محمد سيد، التفسير الوسيط، القاهرة: دار السعادة، دت.
7.     العسقلاني: أحمد بن حجر، فتح الباري بشرح صحيح البخاري، تحقيق: عبد القادر شيبة الحمد، الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية، ط1، 1421هـ.
8.     العربية: مجمع اللغة، المعجم الوسيط، القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، ط5، 2010م.
9.     العيني: بدر الدين، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، تحقيق: عبد الله محمود محمد عمر، بيروت: دار الكتب العلمية، ط1، 1421هـ.
10. الفيروزآبادي: محمد بن يعقوب، القاموس المحيط، تحقيق: يحيى مراد، القاهرة: مؤسسة المختار، ط2، 1431هـ.
11.  القرطبي: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر، الجامع لأحكام القرآن، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي، بيروت: مؤسسة الرسالة، ط1، 1437هـ.
12. لاشين: موسى شاهين، فتح المنعم شرح صحيح مسلم، القاهرة: دار الشروق، ط1، 1423هـ.
13.  النووي: محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف، تهذيب الأسماء واللغات، بيروت: دار الكتب العلمية، دت.
14. النيسابوري: مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، القاهرة: دار ابن حزم، ط1، 1429هـ.



([1]) محمد بن أسماعيل البخاري، صحيح البخاري، (القاهرة: دار ابن حزم، ط1، 1430هـ).
([2]) (سورة التوبة: 111، 112).
([3]) (سورة العنكبوت: 8).
([4]) مسلم بن الحجاج النيسابوري، صحيح مسلم، (القاهرة: دار ابن حزم، ط1، 1429هـ).
([5]) يحيى بن شرف النووي، تهذيب الأسماء واللغات، (بيروت: دار الكتب العلمية، دت) 1/288.
([6]) أحمد أمين، فجر الإسلام، (القاهرة: دار الشروق، ط1، 2009م)، ص189.
([7]) أي عبد الله بن مسعود.
([8]) محمد بن القيم الجوزية، إعلام الموقعين عن رب العالمين، تحقيق: عصام الدين الصبابطي، (القاهرة: دار الحديث، 1427هـ)، 1/22.
([9]) المرجع السابق، نفس الصفحة.
([10]) يحيى بن شرف النووي، تهذيب الأسماء واللغات، 1/289-290.
([11]) محمد بن القيم الجوزية، إعلام الموقعين عن رب العالمين، 1/24.
([12]) محمد بن القيم الجوزية، 1/21.
([13]) المرجع السابق، نفس الصفحة.
([14]) يحيى بن شرف النووي، تهذيب الأسماء واللغات، 1/288-289.
([15]) موسى شاهين لاشين، فتح المنعم شرح صحيح مسلم، (القاهرة: دار الشروق، ط1، 1423هـ)، 1/274.
([16]) بدر الدين العيني، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، تحقيق: عبد الله محمود محمد عمر، (بيروت: دار الكتب العلمية، ط1، 1421هـ)، 5/20.
([17]) أحمد بن حجر العسقلاني، فتح الباري بشرح صحيح البخاري، تحقيق: عبد القادر شيبة الحمد، (الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية، ط1، 1421هـ)، 2/14.
([18]) المرجع السابق، نفس الصفحة.
([19]) محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، القاموس المحيط، تحقيق: يحيى مراد، (القاهرة: مؤسسة المختار، ط2، 1431هـ)، ص312.
([20]) مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط، (القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، ط5، 1431هـ)، ص147.
([21]) بدر الدين العيني، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، 5/21.
([22]) المرجع السابق، نفس الصفحة.
([23]) أبو الحسن بن بطال، شرح صحيح البخاري، تحقيق: أبو تميم ياسر بن إبراهيم، (الرياض: مكتبة الرشد، دت)، 2/157.
([24]) أحمد بن حجر العسقلاني، فتح الباري بشرح صحيح البخاري، 2/13. وبدر الدين العيني، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، 5/21. وموسى شاهين لاشين، فتح المنعم شرح صحيح مسلم، 1/275.
([25]) أبو الفرج بن رجب الحنبلي، فتح الباري شرح صحيح البخاري، تحقيق: محمود بن شعبان بن عبد المقصود وغيره، (المدينة المنورة: مكتبة الغرباء الأثرية، ط1، 1417هـ)، 4/209-210.
([26]) موسى شاهين لاشين، فتح المنعم شرح صحيح مسلم، 1/275.
([27]) أحمد بن حجر العسقلاني، فتح الباري بشرح صحيح البخاري، 2/13وما بعدها.
([28]) بدر الدين العيني، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، 5/21.
([29]) المرجع السابق، نفس الصفحة.
([30]) المرجع السابق، 5/20.
([31]) (سورة العنكبوت: 8).
([32]) أبو عبد الله محمد بن أبي بكر القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي، (بيروت: مؤسسة الرسالة، ط1، 1437هـ)، 16/339-340.
([33]) محمد سيد طنطاوي، التفسير الوسيط، (القاهرة: دار السعادة، دت)، 11/16.
([34]) (سورة الإسراء: 23-24).
([35]) محمد سيد طنطاوي، التفسير الوسيط، 8/325.
([36]) أخرجه البخاري في كتاب الأدب، باب من أحق الناس بحسن الصحبة (5971)، ص725. وأخرجه مسلم في كتاب البر والصلة، باب بر الوالدين وأنهما أحق به (2547)، ص720.
([37]) موسى شاهين لاشين، فتح المنعم شرح صحيح مسلم، 1/276 (بتصرف).
([38]) (سورة الأحقاف: 15).
([39]) موسى شاهين لاشين، فتح المنعم شرح صحيح مسلم، 1/277.
([40]) (سورة لقمان: 14).
([41]) أبو الفرج بن رجب الحنبلي، فتح الباري شرح صحيح البخاري، 4/213.
([42]) أحمد بن حجر العسقلاني، فتح الباري بشرح صحيح البخاري، 6/5.
([43]) (سورة التوبة: 111).
([44]) أبو الفرج بن رجب الحنبلي، فتح الباري شرح صحيح البخاري، نفس الصفحة بتصرف.
([45]) أحمد بن حجر العسقلاني، فتح الباري بشرح صحيح البخاري، 6/7.
([46]) المرجع السابق، نفس الصفحة.
([47]) (سورة هود: 88).

0 comments:

إرسال تعليق